خاضت
النمسا التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 1938 في فرنسا.
وبعد تخطيها عقبة كل من لاتفيا وليتوانيا طرفا مجموعتها وتأهلها إلى
البطولة، اقتحم هتلر النمسا بجيشه ليفرض وضعاً جديداً لم يكن في الحسبان
ليس فقط على النمسا وحدها، وإنما على الاتحاد الدولي لكرة القدم أيضاً.
كانت النمسا تحتل مكانة رفيعة في قلب هتلر، فلم يكن بمقدور الزعيم النازي أن يصف الاجتياح الألماني بجيوشه للأراضي النمساوية على أنه احتلالاً، معتبراً النمسا كياناً آخر غير بقية أوروبا التي وقعت أسيرة لأفكاره.
اعتبر هتلر انضمام النمسا إلى الرايخ الثالث من المسلمات نظراً لأن اللغة الألمانية هي الرسمية التي ينطق بها شعبها ليعتبر أبناء تلك الدولة أشقاء ودمائهم واحدة، ناهيك عن كونها مسقط رأسه.
ودأبت الخارجية الألمانية وقتها على البحث عن وصف أخف وطأة من كلمة "احتلال" يمكن أن يصف ما يحدث حتى خرج "جوزيف جوبلز" وزير الدعاية السياسية في الحزب النازي ليؤكد أن ما حدث للنمسا هو انضمام وليس احتلال، وكل ما هناك هو إسقاط للحدود لتصحيح أوضاع خاطئة معتبراً الشعب النمساوي شقيقاً لألمانيا!
ووفقا لذاك التعبير، ضم جوزيف هربرجر المدير الفني للمنتخب الألماني أربعة لاعبين من أفضل عناصر منتخب النمسا، ولكن كان ينقصه أهم لاعب فيه وهو "ماتياس شيندلر" الملقب بالرجل الورقي والذي نال هذا اللقب بسبب قدرته على المرور والمراوغة كما تغير الورقة اتجاها متأثرة بأقل نسمة هواء.
اضطر شيندلر للهروب من الجحيم النازي في بلاده بعد عدة مطاردات إلى أن اختفى ولم يعثر أحد عليه بعد أن كره العيش في بلاده تحت وطأة الاحتلال، خصوصاً بعد أن أفصح عن اعتزازه بالجنسية النمساوية ولا يمكن أن يعتبر ألمانيا وطناً بديلاً يعيش فيه أو يمثل ألوانه.
ازدادت الشائعات بشأن مقتله حتى تم العثور على جثته بجوار صديقته كاميلا في إحدى المنازل في العاصمة النمساوية فيينا، واتضح بعدها أنه مات مسموماً ليرحل الرجل الورقي أو موتسارت كرة القدم كما يحبذ البعض أن يطلق عليه في 23 يناير 1939.
وما زاد من مرارة الفريق النمساوي أنه استطاع التأهل إلى المونديال، ولكنه اضطر للعب تحت اسم فريق آخر، فلا أحد يعلم هل شاركت النمسا في المونديال أم لا على اعتبار أن هناك ممثلين للنمسا في المنتخب الألماني، فضلاً عن أحقيته بالتأهل لاجتيازه التصفيات بنجاح.
وجاء اجتياح هتلر ليضع الاتحاد الدولي في مأزق كبير، حيث كان عدد المتأهلين إلى النهائيات 15 فريقاً. وجاء ضم النمسا لتصبح أرضاً واحدة مع ألمانيا ليضطر الاتحاد الدولي لمخاطبة إنجلترا للتأهل دون تصفيات، لكن الموقف المعادي وقتها من جانب بريطانيا نحو الاتحاد الدولي واعتقاده بأن هناك مؤامرات تحاك ضده جعلها ترفض.
لجأ الاتحاد الدولي إلى حل غريب بتأهل السويد إلى دور الثمانية مباشرة بعد أن فشل في إيجاد من يواجهها.
والغريب أن بطولة كأس العالم عام 1938 تعرضت لكثير من الانتقادات من دول أمريكا اللاتينية بعد أن اعتقدت بأن تنظيم البطولة يتم بالتناوب بينها وبين قارة أوروبا.
نظمت أوروجواي البطولة الأولى في 1930 وتولت إيطاليا تنظيم الثانية في 1934. أما الثالثة فكان من المفترض أن تقام في أمريكا اللاتينية، ولكن الاتحاد الدولي قرر أن تنظم فرنسا البطولة في مخالفة لما هو معترف به، فقاطعت كل من أوروجواي والأرجنتين المونديال الفرنسي كنوع من رد الإهانة التي تعرضت لها القارة.
واضطرت إسبانيا إلى عدم المشاركة في البطولة أيضاً بسبب اندلاع الحرب الأهلية هناك لتفقد كأس العالم 1938 رونقها شيئاً فشيئاً، ولعبت السياسة دورها في تفريق الشعوب عكس ما تسعى إليه الرياضة من تقارب وتفاهم.
كانت النمسا تحتل مكانة رفيعة في قلب هتلر، فلم يكن بمقدور الزعيم النازي أن يصف الاجتياح الألماني بجيوشه للأراضي النمساوية على أنه احتلالاً، معتبراً النمسا كياناً آخر غير بقية أوروبا التي وقعت أسيرة لأفكاره.
اعتبر هتلر انضمام النمسا إلى الرايخ الثالث من المسلمات نظراً لأن اللغة الألمانية هي الرسمية التي ينطق بها شعبها ليعتبر أبناء تلك الدولة أشقاء ودمائهم واحدة، ناهيك عن كونها مسقط رأسه.
ودأبت الخارجية الألمانية وقتها على البحث عن وصف أخف وطأة من كلمة "احتلال" يمكن أن يصف ما يحدث حتى خرج "جوزيف جوبلز" وزير الدعاية السياسية في الحزب النازي ليؤكد أن ما حدث للنمسا هو انضمام وليس احتلال، وكل ما هناك هو إسقاط للحدود لتصحيح أوضاع خاطئة معتبراً الشعب النمساوي شقيقاً لألمانيا!
ووفقا لذاك التعبير، ضم جوزيف هربرجر المدير الفني للمنتخب الألماني أربعة لاعبين من أفضل عناصر منتخب النمسا، ولكن كان ينقصه أهم لاعب فيه وهو "ماتياس شيندلر" الملقب بالرجل الورقي والذي نال هذا اللقب بسبب قدرته على المرور والمراوغة كما تغير الورقة اتجاها متأثرة بأقل نسمة هواء.
اضطر شيندلر للهروب من الجحيم النازي في بلاده بعد عدة مطاردات إلى أن اختفى ولم يعثر أحد عليه بعد أن كره العيش في بلاده تحت وطأة الاحتلال، خصوصاً بعد أن أفصح عن اعتزازه بالجنسية النمساوية ولا يمكن أن يعتبر ألمانيا وطناً بديلاً يعيش فيه أو يمثل ألوانه.
ازدادت الشائعات بشأن مقتله حتى تم العثور على جثته بجوار صديقته كاميلا في إحدى المنازل في العاصمة النمساوية فيينا، واتضح بعدها أنه مات مسموماً ليرحل الرجل الورقي أو موتسارت كرة القدم كما يحبذ البعض أن يطلق عليه في 23 يناير 1939.
وما زاد من مرارة الفريق النمساوي أنه استطاع التأهل إلى المونديال، ولكنه اضطر للعب تحت اسم فريق آخر، فلا أحد يعلم هل شاركت النمسا في المونديال أم لا على اعتبار أن هناك ممثلين للنمسا في المنتخب الألماني، فضلاً عن أحقيته بالتأهل لاجتيازه التصفيات بنجاح.
وجاء اجتياح هتلر ليضع الاتحاد الدولي في مأزق كبير، حيث كان عدد المتأهلين إلى النهائيات 15 فريقاً. وجاء ضم النمسا لتصبح أرضاً واحدة مع ألمانيا ليضطر الاتحاد الدولي لمخاطبة إنجلترا للتأهل دون تصفيات، لكن الموقف المعادي وقتها من جانب بريطانيا نحو الاتحاد الدولي واعتقاده بأن هناك مؤامرات تحاك ضده جعلها ترفض.
لجأ الاتحاد الدولي إلى حل غريب بتأهل السويد إلى دور الثمانية مباشرة بعد أن فشل في إيجاد من يواجهها.
والغريب أن بطولة كأس العالم عام 1938 تعرضت لكثير من الانتقادات من دول أمريكا اللاتينية بعد أن اعتقدت بأن تنظيم البطولة يتم بالتناوب بينها وبين قارة أوروبا.
نظمت أوروجواي البطولة الأولى في 1930 وتولت إيطاليا تنظيم الثانية في 1934. أما الثالثة فكان من المفترض أن تقام في أمريكا اللاتينية، ولكن الاتحاد الدولي قرر أن تنظم فرنسا البطولة في مخالفة لما هو معترف به، فقاطعت كل من أوروجواي والأرجنتين المونديال الفرنسي كنوع من رد الإهانة التي تعرضت لها القارة.
واضطرت إسبانيا إلى عدم المشاركة في البطولة أيضاً بسبب اندلاع الحرب الأهلية هناك لتفقد كأس العالم 1938 رونقها شيئاً فشيئاً، ولعبت السياسة دورها في تفريق الشعوب عكس ما تسعى إليه الرياضة من تقارب وتفاهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق