بعد الجولة الأولى من كأس العالم، خرج المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو
مصرحاً "منتخب الجزائر قادر على إزعاج المنافسين في المونديال، لكن أعتقد
أنه لا يملك الخبرة الكافية ولا الموهبة التي تؤهله للمرحلة المقبلة".
بعد ذلك تراجع مورينيو عن تصريحه في أمر تم تفسيره لغايات استيعاب ردود
الفعل العربية الغاضبة تجاه التصريحات، وبعد أن شاهد تراجع الأداء الروسي
حسب تحليله للمسألة، ورفض الإشارة إلى الموهبة وتحدث عن الروح القتالية.
اليوم في مواجهة روسيا وفي المباراة الماضية أمام كوريا، ظهر أن
للجزائريين موهبتهم الخاصة، ظهر لديهم قدرات ليست لدى منتخب تصدر على بلاد
مورينيو ذاته، وأمام مدرب يتقاضى 11 ضعف ما يتقاضاه مدرب الجزائر، وأمام
سرعة كورية، ولولا خطأ بسيط، لكانت الجزائر "فاقدة الموهبة حسب مورينيو" في
الصدارة.
المنتخب الجزائري أنقذ الأفارقة من
مشاركة هزيلة لم يتأهل فيها إلا منتخب واحد كان نيجيريا، وأنقذ المشاركات
العربية التي غاب عنها التأهل منذ عام 1994، وهو الذي حافظ على الوجود
العربي في أخر مرتين، وما يقدمه في الملعب، وكثرة الأخطاء التي يضطر الخصم
لارتكابها على لاعبيه دليل واضح على الموهبة.
التقنية الجزائرية التي ظهرت في بعض الجمل الهجومية بين الرباعي الهجومي،
والتركيز على جمل واضحة في الكرات الثابتة، والواجبات الدفاعية للأفراد،
كلها أمور تحتاج موهبة، ومورينيو يعرف ذلك أكثر من أي شخص أخر، فرغم تصريحه
الذي ثبت فداحة خطأه، فيبقى مدرباً كبيراً وصاحب إنجازات تاريخية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق