بينما فرض المهاجم الإيفواري المخضرم ديدييه دروجبا نفسه ضمن أعظم
اللاعبين في جيله ، لم تكن نجوميته الكبيرة وشهرته الطاغية كافية ليقود
منتخب بلاده إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) في أي من مشاركاته الثلاث
ببطولة كأس العالم.
وللمونديال الثالث على التوالي
، ودع دروجبا ومنتخب الأفيال فعاليات البطولة من الدور الأول بعدما مني
الفريق بهزيمة مثيرة 1/2 أمام نظيره اليوناني مساء الثلاثاء في الجولة
الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول للمونديال
البرازيلي.
وعلى مدار سنوات عديدة ، ظل المنتخب الإيفواري مرشحا لتحقيق إنجاز للكرة الأفريقية على الساحة العالمية.
ولكن فريق النجوم الإيفواري بقيادة دروجبا فشل في ثلاث محاولات متتالية
وخرج في كل من مشاركاته الثلاث بالبطولة العالمية من الدور الأول.
ولم يقرر دروجبا بعد مستقبله بشأن اللعب مع المنتخب الإيفواري ولكنه الآن
في السادسة والثلاثين من عمره وليس مرجحا بالطبع أن يستمر مع الفريق حتى
كأس العالم التالية بعد أربع سنوات في روسيا.
وقال
دروجبا مهاجم جالطة سراي التركي ، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ،
:"أريد أولا أن أعي ما حدث" في إشارة إلى خروج الفريق من المونديال
بالخسارة 1/2 أمام اليونان بهدف جاء من ضربة جزاء في الدقيقة الثالثة من
الوقت بدل الضائع للمباراة.
وعن بطولة كأس الأمم الأفريقية 2015 بالمغرب ، قال اللاعب المخضرم إنه قد شارك بها. وأوضح :"لنرى ما سيحدث".
ويشتهر دروجبا بأنه معشوق الجماهير الإيفوارية. ورغم أنه لم يعد كما كان
من قبل ، فإن إسهاماته مع الفريق ما زالت ظاهرة أمام الجميع.
وساهم دروجبا في قلب نتيجة المباراة أمام اليابان لصالح الأفيال في أول
لقاء للفريق بالبطولة الحالية. وعندما غادر الملعب بعد الهزيمة أمام
اليونان ، كان دروجبا تحت سيطرة مزيج من الكبرياء الجريح والحزن العميق.
وقال زميله المدافع آرتور بوكا :"إنها مجرد حماقة.. الجميع يشعر بالحزن.
نعلم هذا. بالنسبة للاعبين الكبار ، تبدد الحلم. في كأس العالم المقبلة ،
لن نلعب فيها. فقدنا شيئا ما في الدقيقة الأخيرة".
وربما شعر المنتخب الإيفواري بالجرح لخروجه المبكر من بطولتي كأس العالم
الماضيتين ولكن ما يخفف من الجرح في هاتين المرتين أنه واجه منتخبات كبيرة
حيث خسر الفريق أمام كل من المنتخبين الهولندي والبرتغالي في الدور الأول
لمونديال 2006 بألمانيا وأمام المنتخبين الهولندي والأرجنتيني في الدور
الأول لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا.
ولكن خروج
الفريق بهذه الطريقة من المونديال الحالي ، وبهدف في الدقيقة الأخيرة من
مباراته أمام اليونان بهذه المجموعة التي ضمت معهما أيضا المنتخبين
الكولومبي والياباني ، أحدث للمنتخب الإيفواري نوعا جديدا من الألم.
وصرح كولو توريه مدافع ليفربول الإنجليزي والمنتخب الإيفواري ، بعد
الهزيمة أمام اليونان ، قائلا :"افتقدنا الذكاء. وكنا ساذجين للغاية".
وبخلاف دروجبا وبوكا وكولو توريه ، يبرز نجم خط الوسط يايا توريه الفائز
بلقبي الدوري الأسباني والإنجليزي ، ضمن أربعة لاعبين بالفريق اجتازوا
الثلاثين من عمرهم.
ولا يبدو شكل الفريق واضحا
خلال استعداداته للمونديال الروسي المقرر في 2018 ولكن المؤكد أنها ستكون
تحت شراف مدرب جديد حيث يترك الفرنسي صبري لموشي تدريب الفريق بعد عامين في
هذا المنصب.
وقال لموشي :"لم أقدم استقالتي. هذه هي نهاية عقدي مع الفريق. إذا لم تفز ببطولة أفريقيا أو كأس العالم ، فهذا أمر منطقي".
ومع اتجاه الفريق إلى جيل جديد يكون الاستفسار هو هل يكون هذا الجيل ذهبيا أيضا أم لا ؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق