خرج المنتخب الإيطالي من الدور الأول لكأس العالم للمرة الثانية على
التوالي، وذلك بعد سقوطه بهدف نظيف أمام المنتخب الأرجوياني، سجله مدافع
أتلتيكو مدريد دييجو جودين.
اليوم عاد الطليان الذين عاشوا أياماً جميلة في أمم أوروبا 2012 إلى
الوراء بمقدار 1461 يوماً، إلى 24 يونيو 2010، عندما خرجوا من الدور الأول
في مونديال جنوب أفريقيا، عاد المنتخب إلى البداية بعد أن ظن كثيرون أنه
نهض من جديد مع تشيزاري برانديلي .. وبات الكلام عن تغيير المدرب وتغيير
الأسماء، وكأننا نعيش يوماً قبل 1461 يوماً للوراء.
الجميع طالب منذ بداية المونديال باعتماد خطة الفريق الأقوى في ايطاليا،
واعتماد خطة الفريق الذي يشكل السواد الأكبر، أي يوفنتوس، أي خطة 3-5-2،
لكن ما جرى أن برانديلي اعتمد خطة 4-5-1 أو 4-2-3-1 طوال الاستعدادات وفي
بداية البطولة، ليفاجىء العالم بتغيير خطته في أسوأ وقت، ويغير في وقت لا
يجوز فيه التغيير بعرف كرة القدم.
أيضاً، كان الاعتماد على شيرو ايموبيلي وشراكته مع بالوتيلي في وقت
مفاجىء، بعد أن كانت شراكة كاسانو- بالوتيلي هي السائدة والمعتادة، وكان
التغيير في الفكر من لعب متوازن إلى تفكير مبالغ بالتحفظ، فلم تكن الخطة
اليوم 3-5-2 بل 5-3-2 بشكل واضح لا يقبل النقاش.
صحيح أن طرد ماركيزيو ساهم بنجاح الأرجواي وخطفها الانتصار، لكن عادة من
يحاول المضي سالماً في عالم كرة القدم، ويخشى التقدم يتعرض لضربة، هذه
المرة جاءت الضربة ببطاقة حمراء مثيرة للجدل، ولكن قبلها كان كل ما فعله
برانديلي لا يمضي نحو الفوز، بل يبحث عن النجاة، وكان من الممكن أن تسجل
الأرجواي في أي وقت تماماً كما حصل بعدها.
ايطاليا أثبتت جودتها الواضحة رغم النقص العددي، فهم حتى إصابة فيراتي
تحكموا بنسق المباراة، وبعدها فقدوا قليلاً هذه السيطرة لأن تياجو موتا ليس
بجودة وتقنية زميله في سان جيرمان.
ولا يمكن التغاضي عن الإشادة بالمدرب أوسكار تاباريز، الذي لعب كرة القدم
بفكر السؤال والجواب التكتيكي، فهو بدأ بعد أن عرف بتسريب خطة الطليان
3-5-2، فتحضر بخطة مواجهة لها ليحتوي المهاجمين الاثنين.
بعد ذلك أجرى أول تبديل كإجابة على خروج ماريو بالوتيلي بين الشوطين، ثم
كان التبديل الثاني بالدفع بكرستيان ستواني لاستغلال طرد ماركيزيو، وأجاب
على تبديلي خط الوسط الإيطالي بجاستون راميريز ليضمن توازي الحيوية
والتوازن في الملعب.
تاباريز انتصر على برانديلي، وبعض لاعبي إيطاليا خذلوها، ومدربها خضع
للضغوط الإعلامية في الوقت الخطأ، فكانت النتيجة العودة 1461 يوماً للوراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق