قدم منتخب فرنسا أفضل مباراة فنية وتكتيكية في كأس العالم له منذ اعتزال نجمه الأول زين الدين زيدان، فكان له الفوز العريض على سويسرا بنتيجة 5-2، ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة الخامسة لكأس العالم، والتأهل لدور ال16 قبل جولة من نهاية الدور الأول.
 
أدى كريم بنزيما دور "العميل المزدوج" في خطة مدرب الديوك ديديه ديشامب، لعب في الشوط الأول صانع ألعاب، حيث مرر كرة الهدف الثاني لزميله بليز ماتويدي، وبنى هجمة الهدف الثالث الذي سجله ماتيو فالبوينا من هجمة مرتدة نموذجية.
 
بنزيمة أعاد لعشاق الكرة الفرنسية اللمسات السحرية لزيدان في صناعة الأهداف للمهاجمين، لم يكتف بذلك بل تسبب في ركلة جزاء أضاعها، ثم عوضها بهدف رابع رفع به رصيده إلى 3 أهداف، قبل أن يواصل إبداعاته بصناعة الهدف الخامس لزميله موسى سيسوكو.
 
ديشامب اعتمد على خطة 5-2-3-1، وكان فاران ومامادو ساخو قبل خروجه للإصابة حائط صد منيع أمام سرعات الهجوم السويسري، خرج جيرو في الشوط الثاني، ونجح بنزيمة في شغل مركز رأس الحربة الصريح، وحرمه الحكم من هدف سادس سجله بطريقة رائعة.
 
على الجهة الأخرى، ورط الدفاع السويسري مدربه أوتمار هيتسفيلد، حيث اضطر لإجراء تغيير مبكر بنزول فيليب سينديروس مكان ستيف فون بيرجن المصاب .. إلا أن بطء سينديروس ويوهان ديورو كان السبب الرئيسي في اهتزاز شباك الحارس دييجو بيناليو بخمسة أهداف.
 
الفريق السويسري قدم مباراة هجومية جيدة، أحرز هدفين عبر جرانيت شاكا وبلريم ديزمايلي، وألغى حكم المباراة هدفا له في الشوط الأول، وأجاد جوكان إنلر قائد الفريق في وسط الملعب، وأمد زملائه شاكيري وهاريس سفيروفيتش وأدمير محمدي وجوسيب ديرميتش بالعديد من الكرات المؤثرة.
 
الخلاصة أن بنزيما كان نجم اللقاء الأول بلا منازع باستلهام روح صانع الألعاب التي فقدها "الديوك" بعد اعتزال زيدان في نهائي مونديال 2006 .. بينما سقطت سويسرا لأن المثل الشعبي يقول: "من له ظهر، لا يُضرب على بطنه"، إلا أن الفرنسيين ضربوا بخمسة أهداف، لأن سويسرا بلا خط ظهر يحمي مرماها.