مونديال 1934.. البطولة التي حسمها موسوليني من المدرجات
9 يونيو 2014
الحرب والسياسة والرياضة ساحات معارك بالنسبة له .. لا يمكن أن يفرق بينها على الاطلاق .. ولا يمانع في استخدام أي وسيلة لتحقيق النصر، لذا كان الدوتشي "موسوليني" حاضرا في مونديال 1934 الذي أقيم على أرضه من أجل الفوز..بأي طريقة.
دخل موسوليني أرض الملعب كأحد قياصرة روما وعلى وجهه ابتسامة وجهها إلى لاعبين لا يعرف مغزاها سواهم .. إنها تقول " أبيدوا الإسبان" خلال اللقاء.
ورغم أن المباراة كانت في دور الثمانية إلا أن الدوتشي رأها مثل المباريات النهائية التي لا يمكن أن تمر دون أن يُدوّن المنتخب الإيطالي اسمه في سجلات النصر.
تأهب موسوليني للنصر بأي طريقة، لكن ريجويرو نجم الإسبان تسبب في غصة في حلقه بعد أن سجل هدف الماتادور في الدقيقة 31 ليتحول وجه الزعيم الفاشي في لحظات، وكلما نظر لاعبو إيطاليا إلى الدوتشي أدركوا أنه لا سبيل إلا الفوز.
وكان غريبا أن يكون النجم الأول لإسبانيا هو حارس مرماهم " زامورا"والذي كان كالعنكبوت يغزل شباكه أمام المرمى فلا تفلت منه أي كرة وزاع صيته حتى تهافت عليه الريال وأصبح هناك في وقتها هذا جائزة تحمل اسمه وتمنح لأفضل حراس المرمى في الدوري الإسباني.
ومثلما كان موسوليني فاشيا في الحرب كان الأزوري فاشيا في الملعب فأطلق اللكمات الخفية واستخدم العنف حتى سجل فيراري هدف التعادل وبعدها نال زامورا كما هائلا من الضربات عن طريق كل من مونتي وتشيافو و فيراري ورغم ذلك الفريق الإسباني حتى النهاية بعد أن فقد الأمل في البلجيكي لويس بيرت حكم المباراة في إيقاف العنف بوسائله الشرعية وغض النظر عن الكثير من اللعبات غير الشرعية.
أنتهت المباراة بالتعادل وخرج زامورا وأغلب اللاعبين يتوكأون من شدة العنف الذي تم ممارسته ضدهم.
ولا يعتمد نظام البطولة وقتها على الوقت الإضافي أو ركلات الترجيح لذا تم إعادة المباراة في اليوم التالي وكان طبيعيا أن ينتهي العنف الذي مارسه الطليان على لاعبي المنتخب الإسباني بعد أن قضي زامورا وستة لاعبي آخرين ليلتهم في المستشفى بعد أن اضطروا لاستكمال المباراة وهم مصابون لأن نظام البطولة لا يسمح بالتبديل أثناء اللقاء.
وحاول الإسبان جمع شتاتهم والبحث عن لاعبين لخوض المباراة في اليوم التالي والتي اتسمت بالهدوء بعد أن سجل مياتزا هدف الفوز لإيطاليا في الدقيقة 12 من المباراة ليرحل الماتادور عن البطولة وهو مدرك أن المباراة لم تكن أبدا في كرة القدم.
استكملت إيطاليا مشوارها نحو البطولة حتى فازت بها، وفرح الدوتشي الذي كان يعتبرها معركة شخصية لابد أن يخرج منها منتصرا مهما كانت النتائج والعواقب ولم يكلف نفسه كي يسأل عن عدد الضحايا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق