حسم
يوفنتوس لقب بطل الدوري الايطالي لكرة القدم للمرة الثالثة على التوالي
والثلاثين في تاريخه دون أن يلعب مباراته المقررة الاثنين ضد أتالانتا ،
وذلك بعد الهزيمة المذلة التي مني بها ملاحقه روما أمام مضيفه كاتانيا
(1-4) اليوم الاحد قبل مرحلتين على ختام الموسم. لكن تتويج فريق "السيدة العجوز" الذي فشل الخميس في التأهل إلى نهائي الدوري الاوروبي "يوروبا ليج" المقرر على ملعبه في 14 مايو بعد تعادله مع ضيفه بنفيكا البرتغالي (صفر-صفر ايابا و1-2 ذهابا)، جاء بنكهة مرة على الكرة الايطالية ليس لان يوفنتوس عاد ليحتكر مجددا اللقب بل بسبب الدماء التي سالت أمس السبت خارج الملعب الاولمبي في روما الذي احتضن نهائي مسابقة الكأس بين نابولي وفيورنتينا (3-1). وتأخر انطلاق المباراة نحو 45 دقيقة بعد إطلاق نار أدى إلى اشتباكات بين أنصار نابولي ورجال الامن الذين تدخلوا لاعادة الهدوء وقد هددت جماهير الفريق الجنوبي باجتياح ارض الملعب قبل ان تتراجع عن قرارها بعد ان علمت ان المصاب لم يفارق الحياة لكنها عادت ودخلت الملعب اثر صافرة النهاية وسط عجز الامن في ابعادها عن عشب الملعب الاولمبي. وأحد الاشخاص الثلاثة من مشجعي نابولي الذين جرحوا في عملية اطلاق النار في غيبوبة اصطناعية حتى يقرر الاطباء الطريقة الافضل لاستخراج الرصاصة التي ادت الى ثقب في الرئة واستقرت قرب العمود الفقري. وهناك شخص رابع ، يعتقد أنه من مشجعي نادي روما ، نقل ايضا الى المستشفى ، وتم استجوابه من الشرطة مساء السبت حول علاقته بالاحداث قبيل انطلاق المباراة. وأشارت وكالة الانباء الايطالية "انسا" إلى أن الشرطة اعتقلت الاحد مشجعا متشددا لنادي روما هو دانييلي دي سانتيس، ووجهت له تهمة محاولة القتل. وتسببت أعمال العنف هذه التي ضربت كرة القدم الايطالية بحالة من الغضب خصوصا في الصحف التي تحدثت عن عدم اتخاذ اجراءات حقيقية لمعالجة المشكلة وعنونت صحيفة "جازيتا ديلو سبورت": "الدماء في الدوري الايطالي"، مضيفة "يجب ان تكون المباراة النهائية للاحتفال لكن في الواقع جاءت لتعكس الصورة المحزنة لوضع كرة القدم في بلادنا". أما "كورييري ديلو سبورت" فكتبت بدورها :"تم تلويث النهائي بالدماء" ، فيما تساءل رئيس نابولي اوريليو دي لورنتيس عن "عدم قدرة وزير الداخلية على تنظيم مباراة في كرة القدم وهذا امر بامكان طفل القيام به". أما مدرب فيورنتينا فينشنزو مونتيلا فقال بدوره :"لسوء الحظ ، هذه هي حال كرة القدم الايطالية. بعض اللاعبين ، وحتى الايطاليين منهم، بفضلون اللعب في مكان اخر بسبب احداث من هذا النوع". ومن جهته تطرق مدرب يوفنتوس انطونيو كونتي الى ما حصل قائلا :"كل مرة تحصل فيها هذه الاعمال الخطيرة تؤدي الى حالة من الغضب ، فنحن نسمع نفس الاصوات دائما التي تقول ماذا ينبغي القيام به، لكن لا شيء يحصل للتأكد من عدم تكرارها". وكان رئيس الوزراء الايطالي الجديد ماتيو رينزي واحدا من كبار الشخصيات الذين تابعوا المباراة من الملعب الاولمبي عندما علت الصافرات لدى عزف النشيد الوطني الايطالي والذي سبقه قيام قسم من جمهور نابولي برمي المفرقعات وقنابل الدخان الى أرضية الملعب ما أدى الى اصابة رجل اطفاء. وحاول قائد نابولي السلوفاكي ماريك هامسيك تهدئة الجمهور الذي طالب بمنع إقامة المباراة ، التفاوض مع رئيس القسم المتشدد "التراز" من مشجعي النادي واسمه جينارو دي تومازو، من أجل اقناعه بالعدول عن محاولة منع اقامة اللقاء. لكن رئيس نابولي دي لورنتيس رفض القيام بمفاوضات من هذا النوع ، قائلا :"من يقرر إقامة المباراة من عدمها ليس أحد المشجعين ، بل أعتقد أن المباراة قد اقيمت لانه ليس هناك اي خيار اخر". أما محافظ روما ، ماسيموا ماتزا ، فأكد بدوره أنه "لم تتم أي مفاوضات مع الجمهور المتشدد في نابولي. مسألة اقامة المباراة ام لا لم تكن مطروحة على الاطلاق". وقد بدا الامن المولج حماية الملعب الاولمبي عاجزا عن ايقاف اجتياح جمهور نابولي لارضية الملعب الملعب بعد صافرة النهاية، وقد ترافق هذا الاجتياح مع استفزاز للاعبي فيورنتينا الذين كانوا لا يزالون في ارضية الملعب ما دفع بمجموعة من مشجعي فريقهم الى السير على خطى نظرائهم من الفريق الفائز قبل ان تتراجع سريعا وتعود الى المدرجات. وهذه ليست المرة الاولى التي تشهد فيها الكرة الايطالية احداثا دامية من هذا النوع خلال الاعوام العشرة الاخيرة ، إذ سبق للشرطي فيليبو راسيتي ان لقي مصرعه على يد احد المشجعين عام 2007 خلال مباراة كاتانيا وباليرمو. وفي نوفمبر من العام ذاته ، قتل احد مشجعي لاتسيو، واسمه جابرييلي ساندري ، برصاصة اطلقها شرطي. وفي مارس 2004 ، تم تعليق مباراة بين روما وجاره اللدود لاتسيو على الملعب الاولمبي بالذات بسبب شائعة غير صحيحة حول مقتل احد الاطفال بعدما دهسته سيارة شرطة. | |||
الأحد، 4 مايو 2014
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق